شاركت جهات اتصالي في حالة الواتس اليوم تغريدة لمغردة اسمها أمجاد نصها: ” قالت جدتي يوما مواسية ابنتها: خلي الوجع ياخذ مداه، أخذت الجملة مكانا بداخلي لأيام، واقتنعت أن كل ألم زائل إذا ما أخذ وقته، فلا تكتسحه بأسلحة المتفائلين وأهل الطاقة، سيأخذ مداه ويرحل تاركا خلفه مناعة أقوى كما في حالة خالتي “
فأعقب ذلك نقاش بيني وبين قريبة حبيبة إلى قلبي حول هذا المعنى، مما أجبرني على التأمل فيه أكثر، معنى أن نفسح المجال لأنفسنا ولمن حولنا بإطلاق مشاعر الحزن في المواقف المحزنة، وأن ذلك لا يتعارض مع الصبر والتجلد، حيث يسارع الكثيرون عند المصائب -صغيرها وكبيرها- للتذكير فورا بمعاني الصبر والتجلد وتهوين شأن المصيبة على صاحبها، مما يشكل ضغطا نفسيا يصادر رغبته الطبيعية في إظهار الحزن والرغبة في التعاطف.
نعم نحتاج معاني الصبر والتجلد والرضى واستحضار أن الخيرة فيما اختاره الله، لكن هذا لا يعني أن ننكر الفطرة البشرية في الشعور بالحزن، دعوا الحزن يأخذ مجراه في النفس، ويمر بدورته الطبيعية ليتعافى الإنسان، الحزن مثل الجرح الجسدي، لو لم نسمح له بفرصة التماثل للشفاء، فلن يندمل أبدا، إنكاره سيحوله لالتهاب مزمن لا يبرأ.
مهارة التعاطف مهارة نحتاج أن ننميها في أنفسنا، وهي مرتبطة بمهارة حسن الإنصات، حين ترى أخاك، قريبك، صديقك، ابنك حزينا، فأظهر تعاطفك أولا، وأجّل النصائح لوقت لاحق، حتى لو كنت ترى الأمر لا يستحق من وجهة نظرك، هو يستحق من ناحيته، وأنت تهتم لأمره، دع الحزن يأخذ مجراه، وهذا الإنصات والتفهم له أثر كبير في تعميق العلاقات.
في حادثة الإفك، دخلت امرأة من الأنصار على أمنا عائشة رضي الله عنها، فبكت معها دون أن تزيد على ذلك، لم تقل: تجلّدي، ما الذي يبكيك والأمر برمّته كذب، أنت بريئة، ولن يتركك الله، لا، بكت معها، فقالت عائشة رضي الله عنها: “لا أنساها لها”، لم تنسها لها لأنها شاركتها الحزن، وتعاطفت معها، ولم تنكر حقها في الشعور بالحزن والبكاء لهذه الحادثة.
لا تعارض مطلقا بين التعاطف، والنصح بالصبر، ولا تعارض بين الصبر والشعور بالحزن والتعبير عن ذلك، المنهي عنه هو التجزع أما الحزن فشعور طبيعي، دعوه يأخذ مجراه.
مقدمة جميلة جداً.. نحمد الله على نعمة القراءة.
إعجابإعجاب
يالله ،، معنى جميل ومرهف جداً .. سلمت يمينك ياليلى ،، فعلاً الحزن المكبوت الذي يتظاهر صاحبه بالسلوان .. كبركان نشط تحت الأرض ،، تجمعت على فوهته قطرات الماء مشكلة بحيرة جميلة ،،
قد يثور في لحظة ضعف قاذفاً بالحمم والناس يستجمون في تلك البحيرة ..
تماماً كفقدي لأبي رحمه الله ..
كل كسر اتعرض له ،، كل وجع ،، ابكيك فيه ياأبي ..
رحمك الله وجعل الجنة مثواك ..
إعجابإعجاب
أسأل الله لوالدك المغفرة والفردوس الأعلى، ولقلبك يا تهاني السلوى والرضى ❤️
إعجابإعجاب
👌🏻👌🏻
بنا جروح الكتم يلهبها والبوح بها يراه البعض منقصة
إعجابإعجاب
ابدعتي دكتورة ليلى فعلاً نحتاج إلى هذا النوع من الوعي، الوعي الإيماني والصحي معا بمجرى الألم واحتياج النفس،جزاك الله خير الجزاء وزادك من فضله وعلمه 🌹انتظر دائما نقوشك البيضاء.
إعجابإعجاب
حياك الله وأحسن إليك
إعجابLiked by 1 person