جربت وجرب غيري ممن يدرس أو يعمل ويُطلب منه تسليم بحث ما أو أداء اختبار، أن يتقاعس في بداية العمل ويتفنن في التفاصيل غير الهامة ويشعر أن معه الكثير من الوقت، وما إن يمضي الوقت وتأتي ساعة الصفر حتى يشعر بأهمية الساعة والدقيقة والثانية، ويغدو ذهنه حادّ التركيز، مرتبا للأولويات، سريع الفهم والحفظ، يترك كل المشتتات ويركز في المهمة المطلوبة فقط.
تمنيت دوما أن أمتلك حدة التركيز هذه منذ البداية، فقررت أن أخادع نفسي أحيانا، وأوهمها بأن الوقت أقصر مما هو عليه حقيقة، وأن أطلب من نفسي تسليم المهمة في وقت أحدده سلفا مهما كان الأمر، ونجحت هذه الخدعة كثيرا في حفظ الوقت (لكن ليس دائما).
هنا قاعدة سمعتها قديما هي أن “العمل يتمدد بحسب الوقت المخصص له” فإذا قلت: سأقرأ هذا الكتاب في شهر أنجزته في شهر أو أكثر، وإن قلت سأقرؤه في أسبوع فعلت ذلك أو تجاوزته بقليل، ولو واجهت اختبارا مصيريا يفرض عليك قراءته في يوم لأمكنك ذلك.
حقيقة نحن نهدر الكثير من الوقت، وأنا لا أطلب من نفسي ومنكم أن نتحول لآلات أو نرهق أنفسنا، لكن أن نحدد وقتا لإنجاز المهام، ونركز في هذا الوقت، التركيز مهارة عزيزة جدا في عالم الشتات الرقمي.
نعود لمبدأ الحديث وهو أن الإنسان يظن أن معه الكثير من الوقت، فيضيعه، فإذا اقترب موعد الإنجاز صار يجري كالأرنب مستثمرا كل دقيقة وثانية، متحسرا على ساعات أضاعها من قبل، هذه الفكرة حين أتأملها تخيفني حقيقة، لأنها تذكرني باختبار الحياة الذي سوّفنا فيه كثيرا، فإذا عاين أحدنا حقيقة الموت لاحت له ساعات عمره المهدرة وتمنى لو مدّ الله في عمره يوما واحدا يعمل فيه ما ينفعه، اللهم اجعل أوقاتنا في رضاك، وارزقنا حسن الختام.
صدقتِ، نمني أنفسنا
في أحد المرات كُلفت بحثًا، أمضيتُ شهرًا أقرأ في الموضوع وأكتب فقرة أو اثنتين، حتى أزف موعد التسليم، وأمامي نصف المباحث.
لا أعرف كيف أنهيته في 3 أيام متواصلة من العمل المركز جدًا،لم أكن أرفع عيني عن الكتابة من قوة التركيز، فعلًا الأمر كما قلتِ.
إعجابإعجاب
حقيقة، هذا التركيز الشديد يخرج أفضل مافي العقل، لكنه يوتّر
إعجابLiked by 1 person